تعد الرضاعة الطبيعية من أهم المراحل التي تمر بها الأم والطفل، حيث توفر للطفل العناصر الغذائية الضرورية للنمو والتطور، كما تساعد الأم على تعزيز الترابط العاطفي مع طفلها. من أجل ضمان إنتاج كافٍ من الحليب، لابد من اتباع نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب.
وفي السطور التالية، سنوضح كيف يؤثر النظام الغذائي على إدرار اللبن وما هو أفضل نظام غذائي لزيادة إدرار اللبن مع توضيح جدول غذائي للأم المرضع وكيفية خسارة الوزن مع الرضاعة، وما هي العلامات التي تدل على أن الطفل يرضع جيدًا، مع إعطاء بعض النصائح أثناء الرضاعة الطبيعية.
أهمية حليب الأم … وكيف يزيد إدرار لبن الأم؟
يُعتبر حليب الأم المصدر المثالي لتغذية الطفل، حيث يتكون 90% من حليب الأم من الماء، و4% من الدهون، و1% من البروتين، و5% من اللاكتوز. هذا التكوين يوفر جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل في مراحل نموه الأولى. وتتم عملية إنتاج حليب الثدي من خلال تأثيرات هرمونية وجسدية ونفسية معقدة، حيث يلعب هرمون البرولاكتين، المعروف بـ “هرمون الأمومة” أو “هرمون الحليب”، دورًا رئيسيًا في تكوين الحليب، إذ يصل إلى أعلى مستوياته بعد الولادة. من جهة أخرى، يُسهم هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ “هرمون الحب”، في دفع الحليب إلى الحلمة ليصل إلى الطفل.
يُعتبر حليب الثدي غذاءً طبيعيًا سهل الهضم وغنيًا بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل العقلي والجسدي. كما يُعزز مناعة الطفل بفضل الأجسام المضادة التي يحتوي عليها، مما يوفر حماية ضد الالتهابات الشائعة التي قد تصيب حديثي الولادة.
كيف يمكن زيادة إدرار حليب الأم؟
تُعد التغذية الجيدة أساسية لكل من الأم والطفل لضمان إنتاج كافٍ من حليب الثدي. ومع ذلك، قد تواجه بعض الأمهات صعوبة في إدرار كمية كافية من الحليب لأسباب متنوعة، مما قد يؤثر سلبًا على صحة الأم والطفل. لضمان رضاعة طبيعية كافية، خاصة في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، يُنصح بتناول حليب الأم بشكل مستمر. كما يُعد الاستمرار في إرضاع الطفل بحليب الأم حتى سن السنتين مع إضافة الأطعمة الصلبة من أفضل الطرق لدعم النمو الصحي.
يمكن للأم اتباع بعض النصائح لزيادة إدرار الحليب، مثل:
- التغذية الجيدة: تناول نظام غذائي متوازن غني بالبروتين.
- شرب السوائل بكثرة: يساعد في تحفيز إنتاج الحليب.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: الراحة تساهم في إنتاج الحليب بشكل أكبر.
- الابتعاد عن التوتر: يقلل التوتر من تدفق الحليب، لذا يُنصح بتجنب الضغوط النفسية.
- تجنب التدخين والكافيين: يمكن أن يؤثران سلبًا على إنتاج الحليب.
- مراعاة العادات اليومية والفحوصات الطبية: يجب أن تحرص الأم على المتابعة الطبية المنتظمة لضمان صحتها وصحة الطفل.
كيف يؤثر نظامك الغذائي على إدرار اللبن؟
تعمل الرضاعة في المقام الأول على مبدأ العرض والطلب. كلما زادت الرضاعة، كلما زاد الإنتاج. ويعني ذلك أن الجسم ينظم بشكل طبيعي إمدادات الحليب بناءً على متطلبات الطفل.
ويعد تناول نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب أمرًا ضروريًا؛ لزيادة إنتاج اللبن. بالإضافة إلى تغذية طفلك بانتظام باستخدام الوضع الصحيح للرضاعة الطبيعية.
عند الرضاعة الطبيعية، من المهم الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومغذي؛ لتلبية المتطلبات التي يحتاجها جسمك وجسم الطفل.
ينصح بأن يحتوي طبقك على جميع المجموعات الغذائية الخمس، وهم الفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان، والبروتين.
يمكن أيضًا أن تلعب الحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات دورًا في نظامك الغذائي الصحي. ولكن، يجب تضمينها كجزء من نظامك الغذائي الصحي، ليس كغذاء أساسي تحتاج إلى تخزينه؛ لإنتاج المزيد من الحليب.
نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب
أول شئ يجب التأكد منه أثناء الرضاعة هو أنك تتناولين ما يكفي من مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية.
لا داعي للتفكير في تقليل السعرات الحرارية التي تتناولينها أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يحتاج جسمك إلى سعرات حرارية أكثر لإدرار اللبن، تتراوح هذه السعرات الحرارية الإضافية ما بين 300 إلى 500 سعرة حرارية أكثر مما يحتاج إليه قبل الحمل.
عمومًا، بدلاً من القلق بشأن اختيار أطعمة معينة؛ لزيادة إنتاج الحليب لديك، يجب أن يكون هدفك دائمًا هو الحصول على الكثير من العناصر الغذائية في نظامك الغذائي؛ للحفاظ على صحتك وصحة طفلك.
ما هي الأطعمة التي تزيد من حليب الثدي؟
تعتبر التغذية السليمة من العوامل الأساسية التي تساهم في تعزيز إنتاج حليب الثدي. يوجد العديد من الأطعمة التي يمكن أن تساعد في زيادة إدرار الحليب، وتعزز صحة الأم والطفل. إليك بعض الأطعمة التي تساهم في ذلك:
- الماء:
يعد الماء من العناصر الأساسية لتكوين حليب الثدي، حيث يساعد في ترطيب الجسم وتعزيز إنتاج الحليب. يجب على الأمهات شرب ما لا يقل عن 2-3 لتر من الماء يوميًا لزيادة إدرار الحليب. - الخضراوات الورقية الخضراء:
الخضروات مثل السبانخ، واللفت، والبقدونس، والخس، والجرجير تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تعزز إفراز الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحليب. - الشوفان:
الشوفان من الأطعمة الغنية بالحديد ويعمل على تنظيم ضغط الدم، كما يساعد في تقليل التوتر، مما يعزز إنتاج الحليب ويسهم في راحة الأم. - الأطعمة الغنية بالبروتين:
تشمل اللحوم الحمراء، والدجاج، وحليب الماعز، والبيض، واللبن، والزبادي، والحمص، والفاصوليا، والمكسرات النيئة، وهي مصادر غنية بالبروتين الذي يمد الجسم بالطاقة ويحفز إنتاج الحليب. - سمك السلمون:
السلمون غني بالأحماض الدهنية أوميغا 3، التي تعمل على تنشيط الهرمونات التي تساعد في زيادة إنتاج الحليب. - الطحينة:
تحتوي الطحينة على كميات كبيرة من الكالسيوم والدهون المفيدة، وهي فعالة في تحسين جودة الحليب وزيادة إدراره. يمكن تناول ملعقة كبيرة يوميًا للحصول على فوائده. - المكسرات النيئة:
الجوز، واللوز، والبندق، والتين المجفف، وبذور اليقطين، والمشمش المجفف تعتبر من المكملات الغذائية المفيدة، حيث تحتوي على الدهون الصحية التي تحفز إنتاج الحليب. - الثوم:
يُعرف الثوم بقدرته على تعزيز إفراز حليب الثدي، كما أنه يدعم جهاز المناعة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا. - الشمندر الأحمر:
يساعد الشمندر الأحمر في تحسين جودة حليب الثدي بفضل خصائصه المنقية للدم، مما يعزز صحة الأم والطفل.
جدول غذائي للأم المرضعة بأهم العناصر الغذائية
عند عمل نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب، يجب مراعاة أن يحتوي هذا النظام على بعض العناصر، بما في ذلك ما يلي:
البروتينات
تعد المصادر الجيدة للبروتين هي الدجاج والأسماك واللحوم الخالية من الدهون والديك الرومي والبيض.
الفاصوليا الجافة والمكسرات، وزبدة الفول السوداني.
تناولي 6 حصص من البروتينات يوميًا.
1 حصة =
- 3 جرامًا من اللحوم الخالية من الدهون والدجاج منزوع الجلد، والأسماك.
- ¼ كوب من البقوليات.
- 1 بيضة.
- 1 ملعقة كبيرة زبدة الفول السوداني.
الكربوهيدرات
تناولي 7-8 حصص من مجموعة الحبوب الغذائية.
1 حصة =
- 1 خبز مقطع (30 جرام).
- نصف كوب أرز مطبوخ أو مكرونة، أو برغل.
- ¾ كوب من رقائق الذرة أو غيرها من حبوب الإفطار.
الفواكه والخضروات
تناولي كوبين من الفاكهة و3 أكواب من الخضار.
يفضل اختيار الفاكهة والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين C مثل الحمضيات والفراولة، والكيوي.
الكالسيوم
إنه من الضروري جدًا أن يكون هناك المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم ضمن أفضل نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب.
تناولي 3 أكواب من منتجات الألبان.
1 كوب=
- 1 كوب حليب
- 1 كوب زبادي
- 8 ملاعق كبيرة لبنة
- 45 جرامًا من الجبن
- كوب من الكاسترد أو الأرز باللبن أو المهلبية
الدهون والزيوت
استخدمي حوالي 6 ملاعق صغيرة في اليوم من الدهون الصحية.
كيف يمكن إنقاص الوزن أثناء الرضاعة الطبيعية؟
إذا كنتِ تريدين خسارة الوزن الزائد الذي اكتسبتينه خلال فترة الحمل، فيجب عليكِ فقدان الوزن تدريجيًا.
لا ينصح باتباع نظام غذائي شديد أثناء الرضاعة الطبيعية. حيث يمكن للأنظمة الغذائية الشديدة للغاية أن تؤثر سلبًا على كمية الحليب ومحتواه من العناصر الغذائية.
يمكن اتباع بعض الإرشادات لخسارة الوزن أثناء الرضاعة دون التأثير على كمية الحليب، وتشمل هذه الإرشادات ما يلي:
- تناولي الحليب ومنتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم.
- الإكثار من تناول أكلات تدر الحليب ولا تزيد الوزن.
- اختاري الأطعمة المشوية أو المسلوقة بدلاً من الأطعمة المقلية.
- تناول وجبة خفيفة من الخضار.
- الحد من الحلويات مثل الكعك والبسكويت، والشوكولاتة.
- الابتعاد عن كمية الدهون والزيوت التي تتناولها يوميًا.
- المشي لمدة نصف ساعة يوميًا.
- شرب الكثير من الماء.
يمكنك المتابعة مع أخصائي التغذية لخسارة الوزن أثناء الرضاعة الطبيعية دون التأثير على احتياجاتك جسمك وجسم الطفل.
كيف أعرف أن الطفل يرضع بشكل صحيح؟
يمكنك ملاحظة بعض العلامات التي تدل على أن طفلك يحصل على ما يكفي من الحليب، وتشمل هذه العلامات ما يلي:
- يغير طفلك ستة حفاضات مبللة أو أكثر يوميًا.
- هناك زيادة في وزن طفلك.
- يلتزم طفلك بجدول تغذية منتظم في أغلب الأوقات، ويتضمن ذلك ثماني رضعات أو أكثر على الأقل كل 24 ساعة.
- يمكنك سماع ورؤية طفلك وهو يبتلع الحليب.
- يشعر ثدييك بالنعومة والفراغ بعد إرضاع طفلك.
إذا كنتِ تشعرين أن طفلك لا يحصل على ما يكفيه من الحليب، يمكن المتابعة مع أخصائي الرضاعة
نصائح للمرضع لزيادة إدرار الحليب
يجب الالتزام ببعض الإرشادات عند اتباع نظام غذائي للمرضع لزيادة إدرار اللبن، وتشمل هذه الإرشادات ما يلي:
- تأكدي من إرضاع طفلك بانتظام، حيث يساعد تحفيز الثدي المتكرر في زيادة إنتاج اللبن.
- الحد من تناول الكافيين.
- احرصي على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية. حيث يمكن أن تساهم البروتينات في إنتاج اللبن، بينما توفر الكربوهيدرات والدهون الطاقة اللازمة.
- اشربي ما لا يقل عن 16 كوبًا من الماء يوميًا عند الرضاعة الطبيعية.
- حاولي الحصول على قدر كافٍ من الراحة والنوم؛ لأن التعب والضغط النفسي قد يؤثر سلباً على إنتاج اللبن.
- إذا كنت تواجهين صعوبة في زيادة إنتاج اللبن، يجب عليكِ المتابعة مع أخصائي تغذية؛ لعمل نظام غذائي خاص بكِ.
- في حالة الحاجة إلى أفكار لوجبات ووجبات خفيفة مناسبة للرضاعة الطبيعية أو كانت لديك أسئلة حول احتياجاتك الغذائية أثناء الرضاعة، يمكن أن يساعدك اخصائي التغذية في وضع نظام غذائي لكِ؛ للحفاظ على صحتك أنت وطفلك.
طرق إدرار الحليب الأخرى
بالإضافة إلى التغذية السليمة والبحث عن نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب؛ لضمان تلبية احتياجات الطفل. من الضروري أن تسعى الأم لزيادة كمية حليب الثدي بطرق اخرى بديلة، فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تعزيز إدرار الحليب:
- بدء الرضاعة الطبيعية مبكرًا:
من المهم أن تبدأ الأم في إرضاع طفلها مباشرة بعد الولادة. هذا يساعد على تنشيط غدد الحليب في الثدي بشكل أسرع. إضافة إلى ذلك، يعزز الاتصال المباشر بين الأم وطفلها بعد الولادة، مما يعزز من تكوين الحليب ويشجع الطفل على تحفيز إنتاجه من خلال منعكس المص. هذه اللحظة تكون أيضًا فرصة لبناء رابط عاطفي بين الأم وطفلها. - تجربة وضعيات مختلفة للرضاعة الطبيعية:
قد تكون وضعيات الرضاعة الطبيعية المختلفة فعالة في زيادة إدرار الحليب. من المهم أن تحرص الأم على تجربة أوضاع مختلفة للرضاعة لتجد الوضع الأنسب والأكثر راحة لها ولطفلها. يمكن أن يساعد تغيير وضعية الرضاعة في تحسين تدفق الحليب وزيادة فعاليته، مما يساهم في توفير حليب كافٍ للطفل. - استخدام مضخة الثدي:
عندما يتعذر على الأم إرضاع طفلها من الثدي بشكل مباشر، يمكنها اللجوء إلى مضخة الثدي لاستخراج الحليب. يساعد ذلك في زيادة الكمية المتاحة للطفل، وخاصة إذا كانت الأم قد خضعت لعملية قيصرية، حيث يمكن للمضخة أن تساعد في فتح قنوات الحليب بعد الولادة. كما أن استخدام مضخة ثدي مزدوجة يمكن أن يحاكي تأثير الطفل التوأم، مما يعزز من إنتاج الحليب ويساهم في توفير كمية أكبر للطفل. - محاولة تقليل التوتر:
يُعتبر التوتر من العوامل التي قد تؤثر بشكل سلبي على إنتاج الحليب لدى الأم. لذلك، من الضروري أن تحرص الأم على تقليل مستويات التوتر بقدر الإمكان. يمكنها تبني أساليب تساعد في الاسترخاء مثل ممارسة التأمل أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. توفر بيئة هادئة وداعمة دورًا كبيرًا في تحسين الحالة النفسية للأم، مما يساهم في تعزيز قدرتها على إدرار الحليب بشكل أفضل.
اقرئي أيضًا: نظام غذائي للمرضع لإنقاص الوزن
وختامًا، يتضح لنا أنه من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن للأمهات المرضعات زيادة إنتاج اللبن وضمان توفير العناصر الغذائية الضرورية لأطفالهن. تذكري أن كل جسم يختلف عن الآخر، وما قد يعمل مع شخص قد لا يعمل مع آخر. استمعي لجسمك وتابعي تأثير التغييرات على إنتاج اللبن؛ لضمان أفضل النتائج.
ابدئي رحلتك نحو صحة أفضل لكِ ولطفلك اليوم، واحجزي مع نيو أم؛ للمتابعة والحصول على المزيد من المعلومات حول نظامك الغذائي أثناء الرضاعة الطبيعية.
المصادر